الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد: ـ
انطلاقا من قول الله تعالى: " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " .وقوله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة" قالوا: لمن؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
ونظراً لما لاحظناه عليك ـ أخي العزيزـ من تقصير في أداء الصلاة وعدم حضورها مع الجماعة ، فإننا أحببنا تذكيرك ،
ولقد سئل سماحة الشيخ ابن بازـ حفظه الله ـ عن الجار الذي لايصلي مع الجماعة ؛
فأجاب ::
بأن على جماعة المسجد نصحه فإن لم يؤدها مع الجماعة يرفع أمره إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إلى المحكمة للنظر في أمره .
لذلك فإننا نريد إبراء ذمتنا وتذكيرك بعدة أمور نأمل منك قراءتها بتفكر وتفهم وقبولها منا بصدر رحب ثم العمل بمقتضاها منفذاً أوامر الله مجتنباً نواهيه .
:: أولاً ::
تعلم ـ ياأخي ـ أن الصلاة هي عمـود الإسلام وأن تركها كـفر فالذي لايصلي كافر خارج عن ملة الإسلام لقول الرسول: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " .
:: ثانياً ::
التكاسل عن صلاة الجماعة من صفات المنافقين،قال تعالى : " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً "
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها ـ أي صلاة الجماعة ـ إلا منافق معلوم النفاق ".فهل ترضى لنفسك أن تكون مع المنافقين الذين قال الله فيهم : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " ??
:: ثالثاً ::
لقد جاءت الأدلة الشرعية بالوعيد الشديد لمن تخلف عن صلاة الجماعة ومنها قوله تعالى : " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون.خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون "
قال سعيد بن المسيب في معنى هذه الآية : " كانوا يسمعون (حيّ على الصلاة،حيّ على الفلاح ) فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون "
وقال كعب الأحبار : "والله مانزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعة " .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه أنه قال : " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ،ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".
:: رابعاً ::
تعلم أن الله تعالى أوجب صلاة الجماعة في حال الحرب ، فهي تجب على المسلمين وهم مهددون بهجوم أعدائهم عليهم ، فما بالك في حال السلم ؟!
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى الذي لا يجد له قائداً يوصله إلى المسجد بأن يصلي في بيته ؛ بل قال له :هل تسمع النداء ؟قال الأعمى :نعم ،فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " فأجــــب ".
فما بالك بالمبصر السليم ؟!
:: خامساً ::
إن الذي يترك الجماعة بغير عذر لاتقبل منه صلاته في بيته لقوله صلى الله عليه وسلم : " من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر لم تقبل منه الصلاة التي صلى " ، قيل : وما العذر يا رسول الله ؟ قال : " خوف أو مرض " .
:: سادساً ::
اعلم أن كل خطوة تخطوها إلى المسجد يكتب لك بها حسنة ويكفر عنك بها خطيئة ، كما أنه يكتب لك براءتان ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان:براءة من النار وبراءة من النفاق "
ثم إن لك بشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم وأنت تسير في ظلام الليل إلى المسجد حيث قال : " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة